Abstract:
أردنا في هذه الدراسة بيان العدل الذي تتصف به الشريعة الإسلامية في حرصها على إعطاء كل ذي حق حقه، حتى الجنين في بطن أمه لم يحرم من حقه في الميراث؛ ضف إلى ذلك أردناالإشارة إلى الشمولية في شريعتنا الغراء، وتقديم دليل واضح على أنّها لم تترك أمرًا بلا حكم، بل هي شاملة لكل شيء، حتى الجنين بينت الشريعة كل الأحكام المتعلقة به، وضمنت له حقٌ في التركة.
تلك هي بعض الأسباب التي دفعتنا على الكتابة في هذا الموضوع، ومن أجلها أردنا أن نقدم جهدًا يتناول ميراث الحمل، ونجمع ما توصلنا إليه من أقوال أهل العلم، لنساهم ولو قليلاً في إثراء هذا الموضوع.
أمّا فيما يخص إشكالية المذكرة، فتتمثل في الآتي:
إلى أي حد قام كل من الفقه الإسلامي والمشرع الجزائري بتنظيم ميراث الحمل؟ وما مدى تأثير التقنيات الطبية الحديثة في الإنجاب على حقه في الميراث؟
للإجابة على هذا الإشكال اتبعنا المنهج المقارن، لإبراز أوجه التشابه والاختلاف بين أحكام ميراث الحمل في الفقه الإسلامي وبين تنظيم المشرع الجزائري له، ومقارنة هذا الأخير في بعض مسائل ميراث الحمل مع التشريعات العربية.
تقتضي المنهجية تقسيم الموضوع إلى فصلين، نتناول في الفصل الأول مفهوم ميراث الحمل، وهو مقسم إلى مبحثين، الأول تناولنا فيه مفهوم الحمل وموقف الشريعة الإسلامية من توريثه، والثاني أساس وجود الحمل.
الفصل الثاني تناولنا فيه: أساليب توريث الحمل وتأثير بعض التقنيات الطبية فيه، وهو مقسم إلى مبحثين، الأول تناولنا فيه كيفية توريث الحمل، والثاني تطرقنا فيه إلى التقنيات الطبية الحديثة