Abstract:
يعد موضوع الفوائد البنكية ذو أولوية هامة وأهمية كبيرة في المجال المصرفي، كونه يوضح طبيعة المعاملات المصرفية فيما إذا كانت ربوية أم مشروعة، فبالرجوع إلى البنوك التقليدية نجد أن هدفها الأساسي هو تحقيق أكبر عائد من الأرباح دون النظر إلى طبيعة العمل حلالا كان أو حراما، ودون الاهتمام بالأخلاقيات، كما أنها لا تأخذ بعين الاعتبار أحكام الشريعة الإسلامية، بينما البنوك الإسلامية تسعى في معاملاتها إلى تحقيق النفع الذي يعود على المتعاملين معها والمجتمع وفقا لمبادئ الشريعة الإسلامية، بالنتيجة تكون قد استبعدت التعامل بالربا الحرام.
فيما يخص هذه الفوائد يجب توضيح أمر مهم وهو أن ليس كل الفوائد المصرفية ربحا مشروعا وإنما تقتصر على نظام المرابحة المنصوص علية في القرآن والسنة، وذلك بالنظر للأضرار الوخيمة التي تنجم عن الفوائد الربوية سوآءا للفرد أو المجتمع أو الدولة ومؤسساتها، وهذا ما يؤكد أن الله سبحانه وتعالى لم حرم الربا لحكمة بالغة وليس انتقاما، حيث اعتبر الإسلام الرّبا من الكبائر لدرجة أن الله تعالى توعد آكله بحرب من الله ورسوله.
والمشرع الجزائري حرمه بين الأفراد، وأجازه للدولة بحجة الانتعاش الاقتصادي وذلك حسب نص المادتين 454و 455 من القانون المدني الجزائري،بالإضافة إلى قانون النقد والقرض الذي نص على أن البنك عبارة عن مؤسسة قرض تقوم لحسابها الخاص