Abstract:
لعبت الإرادة في ظل النزعة الفردية دورا بارزا و لـمدة طويلة في إنشاء الروابط العقدية و تحديد آثارها دون قيد أو شرط، ما دامت تلتزم بحدود النظام العام و الآداب العامة، فمن خلال المفهوم التقليدي للعقد فإنّ إرادة المتعاقدين كانت كفيلة وحدها أن تكون مصدر للالتزامات التعاقدية، لكن هذه الحرية قد تغيّرت بحيث أصبحت مقيّدة بنصوص قانونية آمرة.
أصبح التمسك بالمبادئ التقليدية لنظرية العقد لايضمن التوازن العقدي المنشود، بحيث ترتب عليه العديد من النتائج السلبية أهمّها عدم توفير الحماية الكافية للطرف الضعيف و عدم تحقيق العدالة العقدية اللاّزمة ممّا دفع إلى ضرورة تجسيد الجانب الأخلاقي في العلاقة العقدية من خلال الالتزام بمبدأ حسن النية الذي يهدف إلى الموازنة بين تحقيق العدالة العقدية و المصلحة الشخصية للمتعاقد