الشروع في الجريمة

Abstract

يتطلب القانون في عقاب الجرائم تحقق النتيجة، ولكن في بعض الأحيان يقوم الجاني بكامل نشاطه الإجرامي إلا أنّ النتيجة لا تتحقق وهذا ما يعرف ''بالشروع''. والشروع هو أن يبدأ الجاني في ارتكاب عمل إجرامي ولكن النتيجة لم تتحقق، ويمر الشروع بعدة مراحل بدءاً بمرحلة التفكير إلى مرحلة الأعمال التحضيرية التي يهيئ فيها كل الوسائل اللازمة للجريمة، وصولا إلى مرحلة البدء في التنفيذ التي يبدأ الجاني فيها بتنفيذ جريمته، انتهاءً عند مرحلة تمام التنفيذ وعدم تحقق النتيجة. وللشروع مثل الجريمة التامة ثلاث أركان هي الركن الشرعي، والركن المادي، والركن المعنوي، ويكمن الاختلاف بين الشروع والجريمة التامة في الركن المادي، ويكون الشروع إما ناقصا أو تاما، بالنسبة للشروع الناقص يكون في الجريمة الموقوفة أما الشروع التام فيكون في الجريمة الخائبة والموقوفة. لقد حددت الشريعة والتشريعات الحديثة الجرائم التي تدخل في نطاق الشروع، حيث أنّ الشريعة الإسلامية سمت الجرائم التي تدخل في نطاق الشروع بجرائم التعازير، أما التشريعات الحديثة فقد أدخلت كل الجنايات وبعض الجنح المنصوص عليها قانونا نطاق الشروع واستبعدت المخالفات، أما فيما يخص عقاب الشروع فقد سوّت بعض التشريعات بين عقوبة الجريمة التامة وعقوبة الشروع فيها مثل المشرع الجزائري، وهناك بعض التشريعات الأخرى التي نصت على عقوبة أخف للشروع مقارنة مع الجريمة التامة مثل المشرع المصري والأردني