Abstract:
هذه المذكرة تسلط الضوء على مدى فاعلية المراقبة الإلكترونية كبديل للعقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة، التي كشفت أن العقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة تنطوي على الكثير من المساوئ التي تجعل في الغالب من الأحوال يكون ضررها أكثر من نفعها، حيث لا تلائم التطور الذي حصل في الفكر الجنائي الحديث، لأنها لا تستوعب تطبيق برنامج إصلاحي كأصل عام، وهذا ما جعل المشرع الجزائري يخطو خطوة مهمة بتفكيره في اللجوء إلى عقوبات بديلة تحل محلها وتكون أكثر فاعلية في إصلاح الجناة، ومن أهم هذه العقوبات نظام المراقبة الإلكترونية، وهو البديل المستحدث في السياسة العقابية.
يعد من أبرز تطبيقات التطور التكنولوجي في علم العقاب، حيث يقوم الوضع تحت المراقبة الإلكترونية على تنفيذ العقوبة بطريقة مبتكرة خارج أسوار السجن- في الوسط الحر- ويتضمن هذا الأسلوب نظاما إلكترونيا للمراقبة عن بعد، بموجبه يمكن التأكد من وجود أو غياب الشخص عن المكان المخصص للإقامة بموجب حكم قضائي، حيث يسمح للمحكوم عليه بالبقاء في منزله لكن تحركاته محدودة ومراقبة بواسطة جهاز مثبت في معصمه أو في أسفل قدمه، وهو ما يسمى بالسوار الإلكتروني