إباحة المساس بسلامة الجسم البشري في القانون الجزائري

Abstract

يعتبر الحق في سلامة الجسم البشري من الحقوق المقدسة المقرر للشخص منذ لحظة مجيئه الى الحياة، فهو حق شخصي لصيق به إلى جانب الحرية والمساواة وغيرها من الحقوق، لتقرر بعده المحافظة على الكيان الآدمي باعتباره يمثل كلية من الضروريات التي أمرنا الله عز وجل بحفظها وهي حفظ النفس، فتوجب توفير وسائل الأمن والحماية لهذا الحق ولا يجوز الاعتداء عليه للأي سبب من لاسباب، ولا جدال أن جل التشريعات كرست قوانينها الداخلية كانت أو الدولية لتوفير أجهزة حماية لحفظ السلامة الجسدية بمختلف أجهزتها . حق الإنسان في السلامة الجسدية ليس مطلقا فإذ تدخل عليه حالات يبيح فيها الشارع والمشرعالمساس به في حدود شرعية، وذلك استعمالا للحق كصورة الإباحة، كإباحة الطبيب المساس بسلامة جسد المريض قصد العلاج بشرط تقييد حرية هذا الأخير بالرقابة حتى لا تحدث أي تجاوزات غير قانونية، والمجال الطبي سريع التطور وواسع النطاق، وإلى جانب التطبيقات المباحة نجد إباحة تأديب الزوج لزوجة وكذا الوالد لولده قصد تعديل سلوكهم وتقويمهم. يبقى إباحة المساس بسلامة الجسم البشري ذات غاية واحدة وهي تحقيق مصلحة فردية واجتماعية، مهما كانت الوسائل المتبعة في تطبيقها فهي تخضع للشرعية والرقابة القانونية