Abstract:
يعتبر مبدأ حسن النية مبدأ أخلاقي وقانوني على حد سواء، فقد أخذت به معظم التشريعات الحديثة وكرسته كقاعدة قانونية وقامت بتعميمه على كل مراحل إبرام العقد، بداية من مرحلة المفاوضات العقدية، فقد فرض على الأطراف المقبلة على التعاقد الالتزام بحسن النية كأساس والتقيد بكافة الالتزامات المتفرعة عنه، وإذا ما قام أحد الأطراف بقطع المفاوضات دون سبب مشروع أو مبرر قانوني تقوم مسؤوليته نتيجة إخلاله بحسن النية.
انتهج المشرع الجزائري نفس السياق في مرحلة تنفيذ العقد، فلمبدأ حسن النية دور جوهري خلال هذه المرحلة حيث خول المشرع للقاضي سلطات واسعة للتدخل في العقد وكسر بذلك مطلقية مبدأ العقد شريعة المتعاقدين، شرط توفر الدواعي المحددة قانونًا لذلك، ولهذا المبدأ أهمية أكبر في عقود الإذعان، نظرًا لاختلال التوازن في العلاقة العقدية التي يحكمها طرف قوي على حساب الطرف المستضعف