Abstract:
يعد اللّعان من بين الأساليب الشرعية التي شرّعها الإسلام لمعالجة قضايا نفي النّسب عندما يتهم الزّوج زوجته بالزّنا دون أن تكون له بيّنة، ويترتب عليه التفريق بين الزّوجين ونفي الولد شرّعاً، ومع تطور العلوم الحديثة ظهرت البصمة الوراثيّة (ADN) كوسيلة علمية دقيقة تستخدم لإثبات أو نفي النّسب بدرجة عالية من اليقين، وقد أصبحت أداة محورية في القضايا الحديثة، إلاّ أنه ثار جدلاً فقهيا وقانونيا حول مدى أولوية البصمة الوراثية على اللّعان، حيث يرى العديد من الفقهاء المعاصرين أنَّ البصمة الوراثيّة وسيلة قطعية الدلالة يمكن الأخذ بها في اثبات النّسب، بينما في نفي النّسب يظل اللّعان قائماً كحق للزّوج ولا يبطله الدليل العلمي، إلاّ أنّه توجد بعض الآراء ترى جواز تقديم البصمة الوراثيّة إذا ثبت يقيناً كذب الزّوج أو وقوع ضرر للطفل وهذا ما أخذ به المشرع الجزائري. ومن هنا فإن البصمة الوراثية تمثل تطوراً علمياً يمكن أن تكمل ولا تُلغي أحكام الشريعة، مستدعيا التوفيق بين مقتضيات الفقه وأحكام الفقه الإسلامي.