Abstract:
إنّ جوهر العقد وأساس وجوده هو تلاقي إرادة المتعاقدين، من هذا التلاقي ينشأ التراضي الذي يمثل أساس كل اتفاق، فإذا نشأ العقد صحيحا وتحددت التزامات أطرافه، صار شريعة لهم ووجب احترامه وتنفيذه بأمانة وإخلاص، كما أنّ تحديد مضمون العقد وتعديله وإنهائه مردّه في أغلب الأحيان إلى إرادة طرفيه. غير أن هذا المبدأ أصبح محدودا اليوم لا يؤخذ على إطلاقه، ففي ظل تنامي حاجات الفرد واتساع علاقاته القانونية المختلة التوازن مع تغير الظروف ومرور الزمن، وقد يتدخل المشرّع في توجيه هذه الإرادة بالقدر الذي يسمح بتوفير الاستقرار في المراكز القانونية وإحداث التوازن في العقود، وكذا حماية الإرادة ذاتها لما لها من دور في المجال التعاقدي