Abstract:
يعتبر اللجوء من أقدم الظواهر التي عرفها الإنسان في مختلف الحضارات وأقرتها الديانات السماوية بما فيها الشريعة الإسلامية، والتي مازالت إلى يومنا هذا بسبب النزاعات المسلحة الداخلية والدولية فضلا عن قيام العديد من الأنظمة الدكتاتورية بانتهاكات حقوق الإنسان، فهي لن تنتهي أبدا لأنها ملازمة للخوف والاضطهاد غير أن الاهتمام الدولي العالمي والإقليمي بقضية اللاجئين وتحديد مركزهم القانوني خلال فترة وجودهم في دولة الملجأ بدأ بشكل رسمي وأكثر فاعلية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث برز على مستويين رئيسيين المستوى الأول: يتمثل في إبرام العديد من الاتفاقيات الدولية العالمية، والإقليمية المكملة لها، والتي قامت بالتعريف بالأشخاص الذين ينطبق عليهم وصف اللاجئ مع الإشارة إلى الحقوق التي يتمتع بها والالتزامات التي تقع على عاتقه أما المستوى الثاني الذي تجسد من خلاله اهتمام المجتمع الدولي بحماية اللاجئين فهو ذو طابع عملي أو تطبيقيٍ يتمثل في إنشاء مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تعتبر المنظمة الدولية الوحيدة المختصة بحماية اللاجئين على المستوى العالمي، والتي تعمل بالتنسيق مع العديد من المنظمات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة من أجل تقديم المساعدة اللازمة للاجئين، بالإضافة إلى إنشاء العديد من المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية والتي تعتبر من الشركاء الأساسيين لمفوضية اللاجئين وذلك من خلال تنفيذها لبرامج المفوضية التي تهدف إلى حماية اللاجئين ومساعدتهم في محنتهم وفي الأخير يمكننا القول أن احترام وتعزيز حق اللاجئ في الحماية الدولية والمساعدة الإنسانية، أمر لا يمكن أن تحققه منظمة دولية واحدة وإنما يتطلب تضافر جهود جميع المنظمات الدولية سواء كانت حكومية أو غير حكومية، بالإضافة إلى تكامل الاتفاقيات الدولية العامة المتعلقة بحقوق الإنسان، والاتفاقيات الخاصة بحماية اللاجئين بشكل مباشر سواء كانت عالمية أو إقليمية