Abstract:
تعد ظاهرة الانزياح من أهم الظواهر الأسلوبية في النقد الحديث، تعددت التسميات و اختلفت عند النقاد و الباحثون، و هناك من سماها العدول مثل (عبد السلام المسدي)، و من سماه الانحراف (سبيتزر)، و هناك الانتهاك، المخالفة، الاختلال، إلا أن كل هذه التسميات تنصب في مفهوم واحد و هو الخروج عن المألوف، و الانزياح كظاهرة أدبية ليس وليد العصور الحديثة و إنما هو ظاهرة قديمة تطرق إليها الكثير من البلاغيين القدماء. و إن ظاهرة الانزياح لها أثار بارزة في شد. انتباه القارئ، وتفاعله مع النص، و إن الوظيفة الأساسية للانزياح هو التأثير الفني الجميل في الأسلوب الشعري من خلال ما يخفيه من بعد. أما من خلال تطبيق ودراسة القصيدة "أجيبيني" على المستوي التركيبي والدلالي والإيقاعي والبلاغي، تبين أن الشاعر في حالة آسى وحسرة و آلام عن حبيبته، التي يتأمل رأيتها، و يتساءل عن سبب الغياب الطويل، فلقد وظف هذا الشاعر كل أحاسيسه و مشاعره من أجل التعبير عن أنينه و انتظاره الشديد لها، و هذا ما يدل على ثراء هذه القصيدة بالانزياح، بحيث استعمل الصور البيانية و خاصة الاستعارات، و المحسنات البديعية، و هذا ما يشير إلى ثورة التجديد في الشعر.