Abstract:
لقد وفق ياسين بن عبيد من صلال ديوان حدائق المعنى في استيعاب ملامح التجربة الصوفية و دلالتها، و أن يستخلص السمات الدالة
و الفاعلة فيها، و أن يتمثلها جيداً في شعره، محملاً إياها بعض جوانب تجربته الشعرية الخاصة . فالتصوف عنده بمثابة انعكاس لاستمرارية الغربة و النفي، و انكفاء إلى الذات، التي طالما انتظرت الخلا من هذا الواقع . و قد استطاع من صلال قصائده الصوفية المكتنزة بالدلالات الروحية أن يتحرر من ربقة الجسد، ليصل إلى عالم المطلق، و أن يتجاوز المرئي إلى اللامرئي، و يتحرر من قيد الذات، فكانت النتيجة صطابا شعريا يتفاعل فيه العنصر الحسي و الميتافيزيقي في تناغم تام .