Abstract:
سعى المشرع الجزائري إلى استحداث الطرق البديلة لتسوية منازعات العمل الجماعية لمعالجة الخلافات التي تحدث بين العمال والهيئة المستخدمة، والتي يحتاج حلها إلى السرعة والفعالية، وبغية التقليص في آجال الفصل في النزاعات، وهو ما لا نجده على مستوى الجهات القضائية المعروفة ببطء إجراءاتها.
تهدف الطرق البديلة لتسوية منازعات العمل إلى تحقيق السلم المهني والاجتماعي، واستقرار علاقات العمل، وذلك من خلال مجموعة من الآليات والطرق الوقائية والعلاجية، ومنها المفاوضات التي تعتبر من أهم الوسائل الودية لحل النزاعات بطريقة سلمية وحضارية، وكذا المصالحة والوساطة، فهذه الطرق التي يمكن أن تضع حد للنزاع بين العمال وصاحب العمل. كما أقر المشرع الجزائري في حالة فشل الطرق التي سبق ذكرها، عرض النزاع على التحكيم، ويعتبر طريق شبه القضائي لتسوية نزاعات العمل الجماعية، ولم يغفل كذلك بسن قوانين تكرس حق ممارسة العمال للإضراب كآلية مشروعة، ووسيلة ضغط على صاحب العمل، فهي الطرق التي تضع حد للنزاع.