الدور السياسي والعسكري للأرناؤوط في الإيّالات المغاربية خلال العهد العثماني: دراسة نماذج
Résumé
يهدف هذا البحث إلى توضيح دور الألبانيين الذين وفدوا إلى الإيّالات العثمانية المغاربية؛ عن طريق عمليات التجنيد التي اعتمدتها الدولة العثمانية لحماية حدودها وممتلكاتها. و الألبانيون هم الذين يطلق عليهم اسم الأرناؤوط. ولم يقتصر وجودهم على بلاد الشام ومصر إذْ كانوا فيها بأعداد كبيرة بل تعدى وجودهم إلى المغارب، وفي وقت مبكر من إلحاق البلاد المغاربية بالسلطة العثمانية. وكانوا قد تقلدوا مناصب عديدة وهامة، فمنهم من كان حاكما على الإيّالة، ومنهم من كان أميرا لبحريتها. وقد أبانوا عن مهارة كبيرة وخبرة عميقة أهلتهم إلى اكتساب أسلوب مميز لتسيير المناصب التي كلفوا بها. هذا وقد اعتمدنا على المنهج التاريخي التحليلي اذ حللنا أسباب وجود هذا العنصر في المغارب والظروف التي ساعدتهم في الظهور على مسرح الأحداث. كما اتبعنا المنهج التاريخي المقارن بعض الشيء عندما قارنا بين شخصية و أخرى.
وخلصنا في الأخير أن كانت مشاركة هؤلاء في معترك الحياة السياسية والعسكرية في هذا الجزء القصي من الولايات العثمانية نقطة هامة، في تحول اهتمام السلاطين والوزراء - نظرا للنجاحات التي حققوها- في تكليف العديد من الأرناؤوط وحتى الأعلاج في تولي مناصب عليا في الدولة العثمانية منها منصب الصدر الأعظم، وقيادة الأسطول الهمايوني. ولم يبخل الأرناؤوط أو يدخروا جهدا في نقل تجاربهم إلى أولئك الذين عملوا معهم سواء كانوا ملكا لهم أو كانوا تحت إمرتهم.