فرض هيبة الاستعمار على الجزائريين المسلمين خلال القرن التاسع عشر (19) ميلادي
Résumé
سنحاول في هذا المقال رصد أهداف ووسائل السياسة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، مسلطين الضوء على تلك الترسانة القانونية والوسائل الإدارية الموجهة نحو الأهالي الجزائريين والتي كانت تهدف ترسيخ وهم هيبة السلطة المستعمرة في الذهنية الأهلية المستعمَرة. لقد ورد مصطلح هيبة السلطة في العديد من المراسلات الإدارية الفرنسية المتبادلة بين شخصيات رفيعة المستوى في الحكومة الفرنسية تبرر من خلالها الممارسات التعسفية للسلطات المحلية ضد الأهالي الجزائريين بل وتشجع في كثير من الأحيان التساهل مع هذه السلطات -و حتى أعوانها – في حال ارتكابهم لخروقات أو تجاوزات قانونية وذلك حفاظا على هيبة السلطة الاستعمارية باعتبارهم واجهة السلطة التي يجب أن تبقى دائما في مستوى التفوق و السمو لدى الأهلي الذي بالمقابل يجب أن تزرع فيه دونية عرقه و جماعته تقديره لذاته وبالتالي عدم أحقيته للمطالبة بحقوق تماثل أو تساوي تلك التي تمنح للمستوطن الأوروبي، وهذا ما يعتبر تكريسا للسياسة العنصرية التمييزية الفرنسية في مستعمراتها. وبعد القراءة المتأنية لبعض خطابات ورسائل المنظرين القانونيين والمؤرخين للسياسة الاستعمارية، وصلنا إلى نتيجة مفادها، أن التمييز الممارس على الأهالي الجزائريين لم يكن هدفا في حد ذاته، بل كان وسيلة لغرس هيبة السلطة في قلوبهم.