إسهامات جمال قنان في الثورة التحريرية من خلال دوره في قاعدة تونس 1955-1957
Djamel Guennane's contributions to the liberation revolution through his role in the base of Tunisia 1955-1957
Résumé
"جمال قنان أحد ركائز المدرسة التاريخية الجزائرية بعد الاستقلال"، هذه العبارة المشهورة بين الكثير من الباحثين والمهتمين بالحقل التاريخي. لكن هل اقتصر دور جمال قنان على إسهامه في وضع اللبنة الأولى لتأسيس مدرسة تاريخية جزائرية رفقة ثلة من الباحثين بعد الاستقلال، أم كانت له اسهامات قبل الاستقلال وبعده، وهذا ما سنحاول في هذا المقال الغوص فيه، وذلك من خلال البحث في سيرة جمال قنان المجاهد والمناضل خلال الثورة التحريرية، فقد كان له دور فعال يكاد يكون منسي أو مجهول ولم ينل الحظ الأوفر من الاهتمام والبحث من طرف الباحثين، وهذا راجع بطبيعة الحال إلى أن جمال قنان لم يترك آثارا مكتوبة حول نضاله وجهاده خلال الثورة ولم يتطرق لها في كتاباته إلا في بعض الشهادات الشفوية المسجلة، لذلك سيعالج هذا الموضوع إشكالية دور جمال قنان في إرساء قواعد الثورة الجزائرية بتونس خلال المرحلة الأولى من خلال دوره في تأطير الطلبة الجزائريين بتونس، وكذلك اسهامه في أوساط الجالية الجزائرية من تنظيم وتأطير وجمع التبرعات لصالح الثورة الجزائرية، وكذا سيعالج هذا المقال مسألة مهمة ألا وهي قضية التنسيق بين الوفد الخارجي (بن بلة) وقاعدة تونس بقيادة عبد الحي السعيد، بالإضافة إلى اسهامه في مسألة توفير السلاح وإدخاله إلى الولايات الداخلية. وقد اتبعنا من خلال دراستنا لهذه الشخصية بالدرجة الأولى على الشهادة الشفوية بالإضافة إلى المذكرات الشخصية والدراسات التي تطرقت إلى قاعدة تونس، وقد قسمنا بحثنا أولا من خلال دراسة النشأة والمسار التعليمي لجمال قنان في كل من الجزائر وتونس ولنتطرق في الجزء الثاني إلى دور جمال قنان خلال الثورة في قاعدة تونس 1955-1957، وبعد دراستنا لإسهامات جمال قنان خلال الثورة التحريرية وصلنا إلى عدة نتائج منها: أن جمال قنان يعتبر من المناضلين الذين وضعوا الأسس الأولى لقاعدة تونس، ومن المساهمين الفاعلين في نشاط الثورة بتونس من خلال تنظيم الطلبة والجالية الجزائرية بتونس. فقد استطاع جمع شمل الجالية الجزائرية من خلال دعمها للثورة سواء من خلال توفير مخابئ ومراكز ومباني لصالح الثورة بالإضافة إلى توفير التموين والتمويل لصالح أبناء وطنهم في الداخل، كما تكلل نشاطه داخل الطلبة الجزائريين من خلال جذبهم لصالح الثورة وتجنيد الكثير منهم لصالح الثورة ليكونوا إطارات مستقبلية تتدعم بهم جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني. أما فيما يخص التسليح، فقد استطاع في اللحظات الحرجة التي كانت تعيشها الثورة من فقدان الاتصال أن ينجح في ربط التنسيق والاتصال بين كل من تونس والمناطق الشرقية للثورة الجزائرية وبين كل من قاعدة تونس والوفد الخارجي خاصة أحمد بن بلة، كما تميز بأنه مناضل ملتزم ووطني وصادق خدم بلاده أثناء الثورة وبعد الاستقلال، وأسهم بعد الاستقلال في بناء الجزائر المستقلة خلال فترة حكم أحمد بن بلة وليتفرغ بعدها للدراسة والتدريس في الجامعات الجزائرية.